Rainbow Text Generator - http://www.myrainbowtext.com

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

تقديم ديوان دارفور كفى نحيباً بقلم: عبد الرحمن أبو المجد


تقديم ديوان دارفور كفى نحيباً
بقلم: عبد الرحمن أبو المجد
على غير عادة الشعراء في بدء الدواوين أو القصائد بالغزل عزف الشاعر عبد الرحمن هارون في ديوانه ( دارفور كفى نحيبا) على أنين الوطن مستخدما مرادفات لغوية فاتنة قل أن تجدها في القصائد الوطنية ، ثم تجلَّى في وصف الأحداث و تقديم رؤيته الخاصة ناصحا و مرشدا اتفق معه من اتفق واختلف من اختلف. وتجده عزيزي القارئ بارعا في نظمه الكلاسيكي أو حين يتبع مدرسة أبولو كما تجده يتغنى على قيثاره في نظم التفعيلة فتسمع صدى اعتزازه بدارفور حين يقول :
دارفورُ كنتِ لنا الملاذَ ودَوحةً
كنتِ الدواءَ لكلِّ نازلةٍ وهَمْ
كنتِ السماحةَ والبَشاشةَ والقِرى
كنتِ السماءَ لنا وقمَّةً فوقَ القِمَمْ
و كغيره من الشعراء فقد تأثر بالبيئة التي نشأ فيها معتزّا بقيمها الجميلة فراح ينشد لعظيم الشراتي قصائدَ ثلاث ، و لم تخلو قصائده من الحِكم الجميلة فتأمل معي :
لكن بعضَ الكلبٍ شرٌ لا أمانَ لهُ
حتى وهم بالسجنٍ ما اغفلَ السجَّانْ
إذ أوعزوا للذئبِ أنْ قد سُجنا فانتقم
وأطبق عليهم جملةً بسِنانْ
وقد زان أبيانه بصورة بيانية رائعة في تشبيه مركَّب فتين كما في الأبيات السابقة ثم أجمل التشبيه باستخدام محسَّن بديعي بالمجاز المرسل ( بعض الكلب ) بدلا من بعض الكلاب في صورته الجزئية للتحقير من شأن من وصف.
تراه ينعي زماناً جميلاً ولَّى ويصف حاضرا ممقوتا في قصيدة ( ما السر) وقد أبدع في اختيار القافية الساكنة لتناسب أجواء القصيدة:
سلامٌ على كَبِدِي سلامٌ على الوَرى
من الحيَّةِ الرقْطاءِ .. سلامٌ من الغدرِ
فهذا زمانٌ عجيبٌ لا أمان بهِ
زمانُ الحقدِ والتدليس والطعنِ في الظهرِ
أستمع معي إلى الموسيقى الخلابة في شعر التفعيلة عند بكائه على الأطلال:
المكانُ لا يزالَ نفسَ المكانْ.. أمُ القُــرى
والبيوتُ نفس البيوتْ.. والورى نفس الورى
لكنَّ القلوبُ ليست ذاتَ القلوبْ ..
فماذا جرى للبشَرْ
ولم تسلُ قصائده بزوغ الأمل رائعا في تحديه فاتـِنا في تناجيه :
إلى مرابعنِا النديةِ دونَ خوفٍ
و إلى الأسفارِ دونَ شكٍ في الرفيقِ
تلكَ هي الغاياتُ ما طُلبتْ نجاةٌ
وما قُصِدَ الخروجُ من نفقٍ عميقْ
هذا بعض الجمال من ديوانه و أدعوك عزيزي القارئ أن تبحر بزورق الشعر في ديوانه و ستجد الجمال إبداعا كما هي شخصيته التي تغوص في أخلاق دمثة ملء حناياه روحٌ طروب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق